الطفلة وسجادة الريح 🌙🧞♂️
في قرية صغيرة تحيط بها الجبال والوديان، عاشت طفلة تُدعى ليان، كانت في الثامنة من عمرها، بشعرها الكستنائي المجعد وعينيها اللامعتين مثل نجمتي فجر. كانت تحب الجلوس على سطح بيتها الصغير في الليل، تتأمل النجوم وتتمنى.
لكن ليان لم تكن ككل الأطفال… كانت تملك قلباً يتمنى أكثر مما يتحدث.
في ليلة باردة، بينما كانت تجلس وحيدة فوق السطح، ظهر أمامها شيء لم تره من قبل: سجادة صغيرة قديمة ترتجف كأنها تستعد للطيران. تقدمت منها ببطء، وعندما لامستها… همست السجادة بصوت خافت:
"هل ترغبين في أمنية واحدة؟"
ليان فتحت عينيها بدهشة، ثم قالت بثقة:
"أريد أن أرى العالم… لكن ليس بعيني فقط… أريده أن يشعرني كما يشعر قلبي!"
فردت السجادة:
"تشبثي بي، ودعينا نحلّق."
وانطلقت السجادة بها عبر الغيوم، عبر قارات ومدن وسهول…
رأت أطفالاً يلعبون في غابات الأمازون، ونساءً يغزلن الحكايات في بيوت الطين بإفريقيا، ورجالاً يعزفون الحب على نايٍ خشبي في آسيا، ورأت الفقر… والفرح… والحروب… والآمال…
لكن ما لفت انتباهها كان شيء واحد: القلوب المتعبة التي تبتسم رغم كل شيء.
فقالت للسجادة:
"أريد أن أُهديهم شيئاً من قلبي."
وعندما عادت إلى قريتها، لم تعد الطفلة كما كانت… بل أصبحت حكاية حية، تسير في الطرقات وتحمل الدفء في كلماتها، تكتب رسائل أمل وتضعها في زجاجات ترميها في البحر، وترسلها مع الطيور، وتنثرها في الريح.
وبعد سنوات، نسي الناس السجادة… لكن لم ينسوا ليان… الطفلة التي طارت فوق العالم، ورجعت لتمنحه قلباً يشبه النور.
