أحمد الشرع… من طالب فاشل إلى رئيس مؤقت بتمويل خارجي

in #syria3 months ago

حين تُفتّش عن الكارثة، لا تنظر إلى وجوه الطغاة فقط، بل إلى من حاول أن يقلّدهم بأسوأ الطرق.
أحمد الشرع، المعروف باسم “أبو محمد الجولاني”، لم يبدأ حياته كمجاهد ولا كقائد، بل كطالب جامعي في كلية الاقتصاد، لا يُذكر له تفوّق، ولا حتى جملة مكتملة في أي ندوة.
كان تائهاً، يبحث عن مجده في الظل، إلى أن وجد لحظة انهيار الدولة فرصةً للظهور، لا بناءً على كفاءة… بل على فراغ.

من هو الجولاني فعلاً؟
شاب دمشقي من عائلة متديّنة، لم يكن له تاريخ يُذكر قبل أن يقرر فجأة أن يكون “أميرًا”.
بدأ كظل لـ”القاعدة”، ثم بدّل جلده حسب التعليمات، فتحوّل من “النصرة” إلى “فتح الشام”، ثم إلى “هيئة تحرير الشام”.
كل مرة يبدّل الاسم… ويبدّل الولاء.

من يظن أن الجولاني كان يتخذ قراراته بنفسه، لم يفهم شكل الدعم الذي تلقّاه.
كان يتلقى التعليمات من غرف عمليات ليست في إدلب… بل في أنقرة والدوحة.
وكان يظن أن الجبهة التي يسيطر عليها ستمنحه شرعية قيادة سوريا كاملة، فقط لأنه ربح معركة في بنّش أو سرمين.

“الرئيس الشرعي لسوريا المحررة”… هي نكتة متداولة.
لكن الجولاني صدّقها.
لبس البدلة، أطلق تصريحات عن “دولة مدنية”، وبدأ يجمّل صورته في الإعلام الغربي.
نسي، أو تناسى، أنه حتى أقرب مقاتليه لا يثقون به،
وأن دماء خصومه ما زالت على جدران سجون إدلب،
وأن كل خطوة قام بها، كانت بالتنسيق مع طرف خارجي مقابل تعهّدات، لا مبادئ.

بعد سقوط دمشق، حاول الجولاني أن يقدّم نفسه كبديل.
لكن من المعلوم انه قام باعتقال الصحفيين، كتم الإعلام، خنق الناس، وأدار مناطقه كأنها مزرعة.

اليوم، من يراقب المشهد من بعيد، قد يُخدع بربطة العنق.
لكن من يعرف، يعلم جيدًا أن الجولاني لا يمثّل ثورة، ولا دولة، ولا حتى مشروعاً سياسياً.
هو ببساطة: ورقة مؤقتة… رُميت على الطاولة لحظة سقوط النظام،
لكن لا أحد يريد التوقيع عليها.

أحمد الشرع ليس رئيساً، بل مجاز سياسي مؤقت، وواجهة لتسويات لم تكتمل.
وسينتهي تماماً كما بدأ: بين الناس الذين لم يثقوا به يوماً… والذين دفعوه ليكون في الواجهة، فقط لأنهم لا يجرؤون على الظهور علناً.

– حافظ بشار الأسد